🌙 *التَّركُ لا يَعني التَّحريم.*
*ليسَ كلّ شىءٍ لم يَعملهُ الرسول ﷺ ممنوع علينا أنْ نعملهُ بعدَهُ، وهذا الأمر يَدخلُ على كثيرٍ من الناسِ من عدمِ فَهمهِم للأصولِ التي بيَّنَها الفُقهاء، يوجد قاعدةٌ عندَ الفُقهاء تقول: تَركُ الشىءِ لا يدُلُ على مَنعِهِ، فالنّبيُّ ﷺ قد يَترك أمورًا يعني من بابِ الخَشية أنْ تُفرضَ على أمَّتهِ ليس معناهُ تركهُ لها أنَّها تكون حَرام، لذلك ثبتَ في صحيحِ البُخاريّ أنَّ النّبيَّ ﷺ صلَّى ذاتَ ليلةٍ في رمضانَ في المسجدِ القيامَ فصلَّى بصلاتهِ ناس، ثم صلَّى في الليلةِ الثانيةِ فكَثُرَ الناس، ثم اجتمعوا من الليلةِ الثالثةِ والرابعةِ فسيِّدنا مُحمَّد ﷺ لم يَخرُجْ إليهم، فلمَّا أصبحَ قال لهم: "لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيت أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ"، وهذا كان في رمضان، فليس معنى تركه لهذا الشىء أَنَّه حرام أنْ نفعلهُ بعدَهُ، بدليلِ أنَّ سيِّدنا عُمر بن الخطاب رضيَ اللهُ عنه جمعَ الناس بعدَ وفاةِ النَّبيِّ ﷺ وبعدَ وفاةِ أبي بكر الصديق رضيَ الله عنه، جمع الناس في رمضان على قارئٍ واحد في التراويح ولم يقل: الرسول لم يفعلهُ فأنا حرامٌ عليَّ أنْ أفعله، بل قالَ عن هذا الفِعلِ الذي أُعجِبَ به سيِّدنا عُمر: "نِعمَ البِدعَةُ هذه".*انتهى
*لا تدع هذا الخير يقف عندك أرسله لمن تحب فإن الدال على الخير له مثل أجر فاعله.*