ماذا أنتَ فَاعِلٌ فِـي رَمَضَان؟
أَيُّـها الْعَاقِلُ، طَالِبُ اﻵخِرَةِ دَائِمُ اليَقَظَةِ، الدُّنيَا مَدرَسَةٌ تُخَرِّجُ للآخِرَةِ، والنَّاسُ بَين رَاسِبٍ وَنَاجِح ٍ، وهي جسر للعبور الى الآخرة فلا تعلق قلبك بها
وَلِكَي تَظهَرَ بَرَكَةَ الوَقْتِ اِجعَلْ لِكُلِ وَقتٍ عَمَل خير تَعمَلُهُ....نَظِّمْ وَقْتَكَ في الخيرات تَـجِدِ الْبـرَكَةَ فِي عُمُرِكَ وَوَقْتِك...
فَأَخْلِصْ نِيَّتَكَ لِلهِ، ولتَكُنْ نِيَّتُكَ ابْتِغَاءَ رِضَا اللهِ في كل عمل خير، لتَكُنْ نِيَّتُكَ لِلهِ تعالى بِأَدَاءِ الفَرَائِضِ وَالْـمُستَحَبَّاتِ وَبِاجتِنَابِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمَكرُوهَات،ِ واستَحضِرْ نِيَّةً حَسَنةً فِي فِعلِ كل الخيرات .
أَيُّـها الْعَاقِلُ قُلْ خَيرًا تَغنَمْ وَاسكُتْ عَنْ شَرٍّ تَسلَمْ، مِن قَبلِ أَن تَندَم
اغتَنِم صَمتَكَ فِي طاعَةِ اللهِ، أَكرِمْ قَلبَكَ بِاستِدَامَةِ ذِكْرِ اللهِ ، بِاستِحضَارِ خَوْفِ اللهِ بِالقَلبِ، وَالتَّفَكُّرِ فِي نَفسِكَ وفِي عَجَائِبِ خَلقِ اللهِ لِتَزدَادَ إِيمَانًا ويقينا فِي عَظِيمِ حِكمَةِ اللهِ وَكَمَالِ قُدرَتِه، وَبِالتَّدَبُّرِ فِي مَعَانِي ءَاياتِ اللهِ بَعدَ أَنْ تَتَعَلَّمَ تَفْسِيرَهَا مِنْ أهلِ العلم الثقات
وَأَكْرِمْ أُذُنَكَ بِسَمَاعِ عِلْمِ الدِين، فإنَّ طَلَبَ عِلْمِ الدِّين هُوَ سَبِيلُ الْمُتَّقِينِ وعلم الدين هو حياة الإسلام
وَأَكْرِمْ أُذُنَكَ بِسَمَاعِ تِلاوَةِ القُرءَانِ الْكَرِيم.
اغتَنِمْ مَا بَقِي مِن عُمُرِك في كل خير فَمَا نَـحنُ إِلَّا جَنَائِزُ مُؤَجَّلَةٌ
أَكْرِمْ عَيْنَيكَ بِالْبُكَاءِ مِنْ خَشيةِ الله، فَإِنَّ النَّارَ لا تَـمَسُّ العَيْنَ الَّتِي بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
كما قال رسول الله واللهُ هُو الذي يَعلَمُ مَنْ هُمُ الصَّادِقُونَ .
أَكرِمْ لِسَانَكَ بِقَوْلِ الْكَلِمَةِ الطيبَةِ الَّتِي تُفرِحُ قَلْبَك، وَ تُفرحُ قُلُوبَ مَنْ حَوْلَك وَاشغَلْ لِسانَكَ بِذِكرِ الله لا سيما التهليل وبِالدُّعَاءِ فإنكَ لا تَدري متَى يُـستجَابُ دُعَاؤُك، وَتَذَكَّرَ أَنَّ الصَّائِمَ مِنَ الَّذِينَ يُستَجَابُ دُعَاؤُهُم بإذن الله
وَأَكثِر مِنْ بِرِّ وَالِدَيك وَصِلَةِ رَحِـمِكَ، والإحْسَانِ إلـى الْـمُسلِمِينَ بِتَعْلِيمِهِم مَا يـَجهَلُونَ مِنْ عِلْمِ الدِينِ، وَبِأَمرِهِم بِالْـمَعرُوفِ وَنَـهيِهِم عَنِ الْمُنكَر، وَبِإِطعَامِ جَائِعِهِم وبِكِسوَةِ عَارِيهِم وبِزِيارَةِ مَرضَاهُمْ وَبِتَعزِيَتهِم بِـمَوتَاهُم وَبالدُّعَاء لَـهُم فِي ظَهرِ الغَيبِ، وَبِتَفرِيجِ كُرُبَاتِـهِم، وَبِـمُشَارَكَتِهِم فِي أَحزَانِهِم وَأَفَراحِهِم . وَعَامِلِ الْمُسلِمِينَ كَمَا تُـحِبُّ أَنْ يُعَامِلُوك، فَأَحِبَّ لَـهُم مَا تُـحِبُّ لِنَفسِكَ مِنَ الْـخَيرِ واكْرَهْ لَـهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفسِكَ مِنَ الشَّرِّ، حَتَّى تَكُونُوا مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ، فَتَكُونُوا مُـجتَمِعِينَ يَومَ القِيامَةِ تَـحتَ ظِلِّ العَرشِ آمِنِينَ مُطمَئِنِّينَ بِمَا آتَاكُمُ اللهُ مِنْ فَضلِهِ.
وَأَكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغفَار فَإِنَّ مَن لَزِمَ الِاستِغفارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضيقٍ مَـخْرَجًا ورَزَقَهُ مِن حَيْثُ لا يَـحْتَسِب.
وأكرم جسدك بكثرة الصلاة لا سيما بالليل فرمضان شهر النور والرحمة والبركة والصلة والصلاة والقرآن
ففي الحديث "أطعم الطعام وصل الأرحام وصلِّ بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام".