ما حكم قول رمضان كريم؟ - الشيخ الدكتور وليد السمامعة
الجواب
لا اعتِرَاضَ عَلى قَولِ (رَمضَان كريم) فإنَّه مِنَ العَجبِ العَجيب ما ينشُرُهُ بعضُ الناسِ عَلَى مَواقِع التَّوَاصُل الاجتِمَاعي يقولون إنَّهُ لا يجوزُ أنْ يُقالَ (رمضان كريم).
قَالُوا لأَنَّ رمضَانَ ليسَ هوَ الذِي يُعطِي حتَّى يَكُونَ كَرِيمًا.
ومَنْ هذا الذي يظنُّ أصلًا أنَّ رَمضَان يحمِلُ كيسًا فيهِ أموالٌ وذَهبٌ يُوَزِّعُها على الناس.
بل كلمة (كريم) تقالُ بمعنى (مُكَرَّم) كما يُقالُ (عظيم) بمعنى مُعَظَّم، وبِما أنَّ رمضان لهُ كرامةٌ وفِضلٌ وشِأنٌ عَظِيم عِندَ اللهِ تعالى، وقدْ فضَّلَهُ اللهُ تعالى على سائر الشهورِ لأنَّهُ شهرُ المغفرةِ والرّضوانِ، سمَّاهُ المُسلمونَ (كريمًا) بمعنى مُكَرَّمًا. وهذا يجوزُ ولا بأسَ بهِ ولا مانِعَ منهُ.
فكلمةُ (كريم) في اللغةِ العربيةِ لها معانٍ:
منها أنْ تكون تعبيرًا عن الفعلِ، كقولِنا (فلانٌ كريم) أي فلانٌ سخِيٌّ في العطاء.
وتأتي كلمة (كريم) أحيانًا للتعبيرِ عنِ الذات، كقولِنا (حجرٌ كريم) أو (رَجُلٌ كريم) بمعنى ذو نسَبٍ وشرفٍ.
ويُقالُ أَيضًا أَحيَانًا لزوجةِ الرَّجلِ (كريمَتُهُ) أي ذاتُ كرامةٍ وأهميَّةٍ عندَهُ.
وتُسمَّى العَينَان بالكَرِيمَتَيْنِ لأهَمِّيتِهِما.
ثمَّ زِدْ على ذلكَ يا أَخِي المسلم قول اللهِ تعالى: ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ أي حسَنٌ طيِّبٌ.
وقالَ تعالى: ﴿العَرشِ الكَريم﴾.
وقالَ تعالى: ﴿ومَقامٍ كَريم﴾.
فكلمةُ (كريم) هذهِ التي تدُلُّ على الكرامةِ والشرفِ والمكانةِ يجوزُ أنْ يُوصَفَ بها رمضانُ وغيرُهُ.
وقال أهلُ اللغة: (الكريم) اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ ما يُحْمَدُ ويُسْتَحْسَنُ.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين أوَّلًا وءاخِرًا وأبدًا.