معنى حديثِ رسول الله ﷺ الذي رواهُ أبو داودَ في سننهِ والإمامُ أحمدُ في مسندِه: “مَنْ حَلَفَ بغيرِ الله فقد أَشْرَك“.
هذا الحديثُ معناه أنَّ الذي يحلِف بغيرِ الله على وجهِ التعظيمِ له كتعظيم الله فقد أشرك،
وليسَ معناهُ أنَّ الذي يحلِف بأُمِّهِ أو بأبيهِ أو بشَرَفهِ أو نحوِ ذلكَ على الوجهِ الذي دَرَجَ عليه كثيرٌ من النَّاسِ يكونُ مشركًا!!!
وذلك لأنَّ رسولَ الله ﷺ سمع مَرَّةً أحدَ أصحابهِ يحلِف بأبيهِ فلم يَزِدْ رسولُ الله ﷺ على أنْ قال له: “لا تحلِفوا بآبائكم“،
ولم يَنْسُبْهُ إلى الشِّرْكِ، وهذا حديثٌ صحيحٌ مُتَّفَقٌ عليهِ رواهُ البُخَارِيُّ ومسلم، فلو كان الصَّحابيُّ أشرك لبيَّن له رسولُ الله ذلك،
فالحاصلُ أنَّ الحَلِفَ بغيرِ الله، كيفَما كان، ممنوع، وذلك لقولِ رسولِ الله ﷺ الذي رواه عنه البخاريُّ في صحيحهِ بإسنادٍ صحيح: “مَنْ كان حالفًا فليحلفْ بالله أو ليصمُت“.
الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل رضيَ الله عنه عَدَّ الحَلِفَ بغيرِ الله معصيةً من دون تفصيلٍ ولم يعتبرْه كُفْرًا إلَّا إذا كانَ الحالفُ يريدُ تعظيمَ المحلوفِ به كتعظيمِ الله.
قال الشافعي رضي الله عنه : " من حَلفَ بغيرِ اللهِ أخشى أن يكون معصية " ما قال معصية فيفسَّر كلامُه بالكراهة، أي أنّه اراد أن الحلف بغير الله مكروه لكن كراهة شديدة عنده لأنه قال أخشى أن يكون معصية وقال الإمامُ أحمد : " إنّ الحَلِفَ بغير الله معصية".اهـ