✨*الإسراء والمعراج الشريفين(12)*✨

✨*الإسراء والمعراج الشريفين(12)*✨

*بيان مشكل الحديث و بعض الأباطيل*

👈ومما يجب الحذر منه كتاب مسمى "معراج ابن عباس" وهو مدسوس عليه يقولون فيه كذبًا: إنّ ملكاً نصفه من ثلج ونصفه من نار , فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار له ألف رأس وفي كل رأس ألف ألف وجه وفي كل وجه ألف ألف لسان يسبح الله بألف ألف لغة إلخ... وهذا غير صحيح.

👈وفي نفس هذا الكتاب المسمى "معراج ابن عباس" المدسوس على ابن عباس من الضلال والكفر ما هو واضح كقولهم إن النبيّ عليه السلام قال: "فدنوت من ربى حتى صرت منه كقاب قوسين وأدنى" فهذا فيه نسبة المكان لله تعالى. وفيه أيضاً من التجسيم والعياذ بالله تعالى قولهم: "فوضع الله سبحانه وتعالى يده بين كتفيّ فشعرت ببرد أناملها". وهذا فيه نسبة الجوارح إلى الله والعياذ بالله , وعلى الجملة فالكتاب محشو بمثل هذه الأراجيف والأكاذيب التي فيها تكذيب للشريعة. 

👈ومن الكذب أيضا ما يروى عن السيدة عائشة رضي الله عنها إنها قالت: " ما فقدت جسد رسول الله ولكن أُسري بروحه" فهذا حديث غير ثابت. ووهَّنه القاضي عياض في الشفا سنداً ومتناً. وحكم عليه الحافظ ابن دحية بالوضع أي بالكذب. ومما لا يخفى أن نسبة هذا الحديث للسيدة عائشة غير ثابتة لأن رسول الله لم يدخل بها إلا بعد الهجرة وأن رسول الله أسري به قبل أن يخطبها أصلاً.

👈وكذلك من الكذب ما يقولون أن الرسول قال : " أتاني جبريل بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري بي فعلقت خديجة بفاطمة, فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة" قال الذهبي: وهو كذب جليّ من وضع "مسلم بن عيسى الصفّار" لأن فاطمة ولدت قبل النبوة فضلاً عن الإسراء. وكذلك قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.

👈ومما يروى من الأباطيل أنه لما وصل الرسول وجبريل إلى ما بعد سدرة المنتهى قال جبريل: "هنا يفارق الخليل خليله لو تقدمّت لاحترقت" فهذا مكذوب ولا صحة له. 

رحم الله من كتبه ومن نشره
أحدث أقدم