ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر كل صفة من صفات البشر لا تليق بالله
تبارك وتعالى بل قال بعض السلف وهو الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي كان من أهل
القرن الثالث الهجري ثم أدرك جزءًا من القرن الرابع فتوفي، وهذا الإمام من السلف
قال في عقيدته المشهورة التي هي متداولة بين العلماء من ذلك الزمن إلى عصرنا هذا،
قال رضي الله عنه "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" هذه الجملة
احفظوها وحفـظوها أهاليكم، "ومن وصف الله بمعنًى من معاني البشر فقد كفر"
أعيدوها... قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله "ومن وصف الله بمعنًى من معاني
البشر فقد كفر". معاني البشر كثيرة، كلنا يعرف معاني البشر أي صفات البشر كلنا
نعرف، الجلوس من صفاتنا، الجلوس لا يصـح في لغة العرب إلا لمن له نصفان نصف أعلى
ونصف أسفل، الإنسان هكذا لذلك يوصف بالجلوس، والكلب كذلك يوصف بالجلوس، وكثير من
البهائم توصف بالجلوس لأن لها نصفًا أعلى ونصفًا أسفل. ثم الجلوس في لغة العرب
عبارة عن التصاق المقعدة بالأرض أو بالكرسي أو نحو ذلك هذا معنى الجلوس، فكيف
يوصف خالق العالم الذي خلق الإنسان وصفاته وخلق سائر الأشياء وصفاتها بالجلوس
الذي هو تلاصق جسمين أحدهما له نصفان نصف أعلى ونصف أسفل؟ هذا يليق بالله تبارك
وتعالى؟ هؤلاء كيف يزعمون أنهم عرفوا الله تعالى؟ يفسّرون ﴿عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى﴾ بالجلوس ثم يزعمون أنهم عرفوا الله وأنهم ءامنوا به، هيهات هيهات، هذا
من الكذب البعيد.