معنى البدعة في الإسلام

معنى البدعة في الإسلام | فهم كلمة ‘كل’ واختلاف معانيها في الشريعة كلمة “كل” من ألفاظ العموم، وتطلق أحيانا ويراد منها الغالب وليس الشُمولَ والإطلاق، فقد تقرأ عبارة فيها: “كل” ويكون المراد منها الغالبَ وليس التعميمَ والإطلاق، كقوله تعالى في وصف الريح التي أُرسلت لقوم هود عليه السلام: [تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ]، وليس المعنى أن هذه الريح دمَّرت كل شيء على الإطلاق، فالسماء شيء ولم تُدَمَّر، والجنة شيء ولم تُدمر، فالمراد أن الريح دمَّرت كل شيء من مساكنهم مع أن اللفظ جاء في الآية بالإطلاق بلفظ:[ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ]، وهذا أيضا ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: [فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ ‌بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ]، البدعة في اللغة هي ما أحدث على غير مثال سابق سواء كان خيرا أم شرّا. وأما في الاصطلاح فالبدعة هي المحدث الذي لم ينصَّ عليه القرءان ولا السنة، فقد قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: “البدعة –بكسر الباء- في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله ﷺ وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة”.اهـ ولكن جرى بعد ذلك إطلاق البدعة على المحدثة المخالفة للشرع وإطلاق السنة على المحدثة الموافقة له والبدعة من حيث الإجمال تنقسم إلى قسمين بدعة هدى وبدعة ضلالة والسبيل إلى معرفة ذلك أن تعرض المحدثة على قواعد الشريعة فإن وافقتها فهي بدعة هدى وإلا فبدعة ضلالة كما أوضحه الشافعي فقال فيما رواه عنه البيهقي في المناقب: “المحدثات من الأمور ‌ضربان: أحدهما: ما أحدث يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا. فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا. وهذه محدثة غير مذمومة، ويعني رضي الله عنه بالكتاب القرءان وبالسنة سنَّة النبي ﷺ وبالأثر ما ورد عن النبي ﷺ وعن الصحابة الكرام وبالإجماع اتفاق أهل الحَلّ والعقد على حكم الحادثة. وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان: نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن”.اهـ قال الحافظ النووي في شرحه لمسلم: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ هَذَا عَامٌّ مَخْصُوصٌ وَالْمُرَادُ غَالِبُ الْبِدَعِ. قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ هِيَ البدعة كُلُّ شَيْءٍ عُمِلَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ قَالَ الْعُلَمَاءُ: الْبِدْعَةُ خَمْسَةُ أَقْسَامٍ : وَاجِبَةٌ وَمَنْدُوبَةٌ وَمُحَرَّمَةٌ وَمَكْرُوهَةٌ وَمُبَاحَةٌ فَمِنَ الْوَاجِبَةِ نصبُ الأدلة لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَةِ وَالْمُبْتَدِعِينَ وَمِنَ الْمَنْدُوبَةِ تَصْنِيفُ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبِنَاءُ الْمَدَارِسِ وَالرُّبُطِ وَغَيْرُ ذَلِكَ.
أحدث أقدم