⚡️ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون



⚡️ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون

أخبر القرآن الكريم عن حقيقة سيدنا عيسى عليه السلام في سياق ينفي الشبهات ويبين الحقائق التي وقع فيها الخلاف. قال الله تعالى:
﴿ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [مريم: 34-35].

💡 حقيقة خلق عيسى عليه السلام
1️⃣ خلقه بلا أب
سيدنا عيسى عليه السلام خُلق بطريقة غير معتادة بين البشر، فهو ابن مريم العذراء التي اختارها الله واصطفاها. خلقه الله من غير أب، وهذا ليس بأعجب من خلق آدم عليه السلام، الذي خُلق بلا أب ولا أم، ولا أعجب مِن خلق حواء من ضلع آدم عليه السلام.

2️⃣ بشارة جبريل لمريم عليها السلام
عندما بشر جبريل عليه السلام السيدة مريم بعيسى عليه السلام، تساءلت: “ربِّ أَنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟”، فأجابها جبريل: “قالَ كذلِكِ الله يخلق ما يشاء”. بيَّن جبريل أن الله يوجِد الأشياء بدون تعب أو مشقة وبدون ممانعة أحد. الله يخلق ما يشاء، بلا تأخر عن الوقت الذي شاء وجوده فيه. وهذا معنى قوله: “إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”.

إيجاد الله للأشياء هين عليه كما هو هين على العباد النطق بكلمة “كن”. لكن ينبغي فهم أن كلام الله ليس حرفًا ولا صوتًا. الحروف والأصوات مخلوقة، خلقها الله لتفاهم البشر وتخاطبهم. أما كلام الله تعالى، فهو صفة أزلية أبدية، لا بداية لها ولا نهاية، بخلاف الحروف والأصوات التي لها بداية ونهاية.

✏️ الأقوال المختلفة حول عيسى عليه السلام وبيان القول الحق
1️⃣ اتهامات اليهود
افترى بعض اليهود على مريم عليها السلام وقالوا إنها ارتكبت الفاحشة - والعياذ بالله - وهو قول باطل تصدى له القرآن الكريم بقوله:
﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 156].

2️⃣ أقوال بعض الناس المفسدين في أمر عيسى وأمه عليهما السلام
مِن الناس مَن بالغوا في أمر عيسى عليه السلام، فقال بعضهم: إنه الله، وقال آخرون: إنه ابن الله، وقال فريق ثالث: الله ثالث ثلاثة. جميع هذه الأقوال تمثل تكذيبا صريحا للقرآن وللعقل وللواقع والعياذ بالله تعالى. قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: 17].

3️⃣ قول المؤمنين الحق
المؤمنون يقرّون بما جاء في القرآن الكريم: أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ﴾ [النساء: 171].

• معنى قوله: “وروحٌ منه”
قال الله تعالى: “وروحٌ منه” [النساء: 171]. ومعناها أن روح المسيح روح خلقها الله وشرَّفها، فهي من عند الله تعالى خلقًا وتكوينًا ومشرفة عند الله عز وجل. الإضافة هنا إضافة ملكية وتعظيم، وليست إضافة جزئية.

ليس المقصود أن المسيح جزء من الله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى ليس أصلًا لغيره ولا هو فرع عن غيره. الله عز وجل ليس روحًا ولا جسدًا. قال الله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 3-4].

✏️ يتخلص مما سبق النقاط التالية:
 1️⃣ التوحيد وتنزيه الله: الله تعالى ليس كمثله شيء، ولا ينبغي له الولد ولا الزوجة.
 2️⃣ الاعتبار بقدرة الله: خَلْقُ عيسى عليه السلام وغيره من المعجزات دليل على قدرة الله الشاملة.
 3️⃣ الإيمان بالرسل جميعًا: عيسى عليه السلام نبي من أنبياء الله، جاء بالحق وبلّغ رسالة ربه.
 4️⃣ فهم الإضافة إلى الله: إضافة “روح منه” هي إضافة ملكية وتعظيم، لا جزئية.

📎 خاتمة
حقيقة سيدنا عيسى عليه السلام واضحة في القرآن الكريم، فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم. وعلى المسلم أن يثبت على الحق الذي جاء به الإسلام، مستمسكًا بما أوحاه الله في كتابه وسنة نبيه محمد ﷺ.
نسأل الله أن يرضى عن السيدة مريم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وسيدنا عيسى وانظرجميع الأنبياء.


أحدث أقدم