ردًّا على المدعو صابر حُسني بيان أنَّ مَن استهزأ بالمُصحف الشَّريفلا يكون مِن المُسلمين



ردًّا على المدعو صابر حُسني
بيان أنَّ مَن استهزأ بالمُصحف الشَّريف
لا يكون مِن المُسلمين

1
اعلم أنَّ المُسلمين قد أجمعوا على كُفر مَن استهزأ بالمُصحف الشَّريف، وبذلك وَرَدَ النَّصُّ الشَّرعيُّ القاطع فقال الله تعالَى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} صدق الله العظيم.

2
فمَن رمَى المُصحف في القاذورات أو داس عليه أو جلس عليه فهذا كافر ولو زعم أنَّه لم يقصد الإهانة؛ واعلم أنَّ رمي ورقة واحدة مِن المُصحف الشَّريف في القاذورات مثل رمي المُصحف كُلِّه؛ حُكم واحد.

3
قال القاضي عياض في [الشِّفا بتعريف حُقوق المُصطفَى]: (واعلم أنَّ مَن استخفَّ بالقُرآن أو المُصحف أو بشيء منه أو سبَّهُما أو جحده أو حرفًا منه أو آية أو كذَّب به أو بشيء منه أو كذَّب بشيء ممَّا صُرَّح به فيه مِن حُكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفَى ما أثبته على علم منه بذلك؛ أو شكَّ في شيء مِن ذلك؛ فهُو كافر عند أهل العلم بإجماع) انتهَى.

4
والإجماع على كُفر مَن استهزأ بالمُصحف الشَّريف نقله كذلك الإمام النَّوويُّ الشَّافعيُّ في [المجموع] وفي [شرح صحيح مُسلم] وابن فرحون المالكيُّ في [تبصرة الحُكَّام في أُصول الأقضية ومناهج الأحكام].. وكثير غيرُهُم.

5
وخالف المدعو "صابر حُسني جاب الله" إجماعَ المُسلمين؛ حيث زعم أنَّ مَن جلس على المُصحف الشَّريف لا يكفُر إلَّا لو قصد إهانته! وزعمُه باطل لا يُلتفت إليه بل إنَّ مُجرَّد جُلوسه عليه يعني أنَّه وضع عجيزته (أي مُؤخِّرته) فوقه؛ ولا يخفَى عليكُم أنَّ العجيزة فيها حلقة الدُّبر ومنها يخرُج الغائط فإن لم يكُن مُجرَّد هذا استخفافًا فأي شيء يكون الاستخفاف!

6
وقد بيَّن العُلماء أنَّ مَن فعل فعلًا يدُلُّ بظاهر الحال على الاستخفاف أُخِذ به ولو زعم أنَّه لم يقصد الاستخفاف أو الإهانة لأنَّ حاله يُكذِّب زعمه أنَّه لم يقصد الاستخفاف، فما قول المدعو "صابر حُسني" المذكور آنفًا إلَّا كمَن رمَى المُصحف الشَّريف في القاذورات ثُمَّ زعم أنَّه لم يقصد إهانته! 

7
ففي [ردِّ المُحتار على الدُّرِّ المُختار] لابن عابدين الحنفيِّ: (ويظهر مِن هذا أنَّ ما كان دليل الاستخفاف يكفُر به وإن لم يقصد الاستخفاف) إلخ..

8
وجاء في [تأويلات أهل السُّنَّة] للإمام الماتُريديِّ: (قد يلحق المرءَ حُكمُ الكُفر ويحبط العمل إذا خرج مخرج الاستخفاف وإن لم يعلم به ولم يقصد) إلخ..

9
وجاء في [حاشية الجَمَل على شرح المنهج] ما نصُّه: (وإن أنكر الاستخفاف أو لم يُطابق قلبُه جوارحَه لأنَّ ظاهر حاله يُخالفُه) إلخ..

10
وجاء في [إخلاص النَّاوي في إرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي] لابن المقرئ ما نصُّه: (ومَن استخفَّ بالإسلام كفَر وإن لم يتلفَّظ، ويكون بالفعل أيضًا إذا دلَّ على الاستخفاف دلالة ظاهرة كما إذا ألقَى المُصحف في القاذورات اختيارًا فإنَّا نحكُم بكُفره وإن أنكر الاستخفاف لأنَّ الظَّاهر مِن حاله يُكذِّبه في إنكاره) إلخ..

11
فهذا "صابر حُسني" هجم على الفتوَى بغير علم ففضح الله تعالَى جهله؛ وقد صَدَقَ في "صابرٍ" هذا قولُ إمامنا الشَّافعيِّ رضي الله عنه: (مَن سَامَ نَفسَهُ فَوقَ مَا يُسَاوِي رَدَّهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى قِيمَتِهِ) انتهَى.

12
وهذا المُفتري على الدِّين والدَّعوة؛ وجد بين أهل الفتنة مَن يُروِّج له ولبعض كُتُبه والعياذ بالله وهذا يزيد بيان سُوء حالهم ويُؤكِّد فضيحتَهُم فإنَّهُم لا يكادون يُرَوِّجون لرجُل حتَّى يظهر مِن عواره وسُوء سريرته العجب العُجاب فالحمدلله الَّذي فضح أهل الأهواء ودافع عن الَّذين آمنوا والحمد لله دائمًا.

نهاية المقال.





أحدث أقدم